الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجمهور الفقهاء على أن العيوب التي يجب بيانها حال الخطبة والتي يثبت بها حق الفسخ هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء أو الأمراض المنفّرة، أو المعدية، كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 53843.
وعلى هذا، فوجود الشيب أو الوحمة ليس مما يجب الإخبار به، وفعله أولى دفعا لأسباب النزاع، فإن كانت هذه الفتاة صالحة وذات الدين فأتم زواجك منها، وعسى الله أن يبارك لك فيها ويرزقك منها الذرية الطيبة، وإذا خشيت أن يكون هذا الأمر سببا للشقاق في المستقبل فطلقها، فالطلاق قبل الدخول أهون وأضعف أثرا من الطلاق بعد الدخول.
ولم نفهم ما تعني بالخطبة التقليدية، فإن كان المقصود أنه لم تتم النظرة المشروعة فهذا من الخطأ، فالنظرة عند الخطبة مستحبة وهي أدعى للوفاق، وانظر الفتوى رقم: 5814.
وإن كان المقصود الخروج مع المخطوبة والجلوس معها في خلوة ونحو ذلك، فإنه لا يجوز شرعا، لأنها أجنبية عن خاطبها حتى يعقد له عليها.
والله أعلم.