الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج على المرأة في نشر العلم الشرعي في مواقع التواصل الاجتماعي التي يتصفحها الرجال، وليس هذا من الاختلاط المحرم، ولا ريب في أن نشر العلم الشرعي هو نوع من الجهاد، قال ابن القيم في تعداد فضائل العلم: ما رواه الترمذي من حديث أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال: قال رسول الله: من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ـ قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب رواه بعضهم فلم يرفعه، وإنما جعل طلب العلم من سبيل الله، لأن به قوام الإسلام كما أن قوامه بالجهاد، فقوام الدين بالعلم والجهاد، ولهذا كان الجهاد نوعين جهاد باليد والسنان، وهذا المشارك فيه كثير، والثاني الجهاد بالحجة والبيان، وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل وهو جهاد الائمة وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة أعدائه، قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية: ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ـ فهذا جهاد لهم بالقرآن وهو أكبر الجهادين وهو جهاد المنافقين أيضا، فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين، بل كانوا معهم في الظاهر وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا، فقد قال تعالى: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ـ ومعلوم أن جهاد المنافقين بالحجة والقرآن، والمقصود أن سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ودعوة الخلق به إلى الله، ولهذا قال معاذ رضي الله عنه: عليكم بطلب العلم، فإن تعلمه لله خشية، ومدارسته عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد. اهـ.
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 1759.
والله أعلم.