الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله أن يعافيك ويصرف عنك السوء ويهديك لأرشد أمرك، فيبدو أن الوسواس قد بلغ منك مبلغا وأضر بك ضررا بالغا، وقد بينا مرارا وتكرارا أن علاج الوساوس الذي لا علاج لها غيره ولا أنجع منه بعد الاستعانة بالله هو الإعراض عنها وعدم الاكتراث بها ولا الالتفات إلى شيء منها، وانظر الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
وبخصوص الصراصير الموجودة بالمراحيض: فقد اختلف أهل العلم في طهارتها، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 136313.
وعلى القول بنجاسة الصراصير, فإنك لم تتحقق من كون ما رأيته من فضلتها, أو بيضها, وبالتالي فهو باق على الطهارة، لأنها الأصل، فلا ينتقل عنها إلا بيقين، جاء في التاج والإكليل على مختصر خليل في الفقه المالكي عند قول المؤلف: لا إن شك في نجاسة المصيب ـ قال الباجي: وإن أصاب ثوبه شيء لا يدري أطاهر هو أم نجس؟ فليس فيه نضح ولا غيره. انتهى.
وبناء على ما سبق، فما وجدته قد علق بيدك يعتبر طاهرا, وما فعلته لا يلزمك, ويدُك لم تتنجس, وكذلك حذاؤك وعلى هذا فلا يتنجس ما لمسته بيدك سواء تعلق الأمر بالثياب, أو المكتب أو غيرهما, كما أن صلواتك كلها صحيحة بتلك الثياب، ولا تلزمك إعادتها.
والله أعلم.