الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المنبغي للمسلم أن يجعل همه في تدبر القرآن العظيم، وتفهم معانيه، والعمل به، وأن يتضرع إلى الله أن يمن عليه بذلك، فإن هذا هو المقصود من إنزال القرآن، كما قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ {ص:29}.
قال ابن تيمية: والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه، والعمل به. فإن لم تكن هذه همة حافظه، لم يكن من أهل العلم والدين. اهـ.
ولا حرج على المرء في أن يدعو ربه أن يرزقه صوتا حسنا، ناويا أن يكون حسن الصوت عونا له على تدبر القرآن الكريم، ووسيلة لانتفاع الناس بقراءته، ويبذل مع ذلك الأسباب التي تحسن الصوت بالقرآن، كتعلم التجويد، والاستماع إلى القراء المتقنين، مع التجافي عن التكلف في ذلك، فإن التكلف في تحسين الصوت، والتغني بالقرآن، مذموم، كما بيناه في الفتوى رقم: 131974 . ومن أعظم التكلف إجراء عملية جراحية لتحسين الصوت، وهذه العلمية محرمة لا تجوز إن لم يكن في الصوت عيب خلقي خارج عن الطبيعة المعتادة للناس.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي:
1- يجوز شرعاً إجراء الجراحة التجميلية الضرورية، والحاجية التي يقصد منها:
أ- إعادة شكل أعضاء الجسم إلى الحالة التي خلق الإنسان عليها؛ لقوله سبحانه: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {التين:4}.
ب- إعادة الوظيفة المعهودة لأعضاء الجسم.
ج- إصلاح العيوب الخَلقية مثل: الشفة المشقوقة (الأرنبية)، واعوجاج الأنف الشديد، والوحمات، والزائد من الأصابع، والأسنان، والتصاق الأصابع إذا أدى وجودها إلى أذى مادي، أو معنوي مؤثر.
د- إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) من آثار الحروق، والحوادث، والأمراض وغيرها مثل: زراعة الجلد وترقيعه، وإعادة تشكيل الثدي كلياً حالة استئصاله، أو جزئياً إذا كان حجمه من الكبر أو الصغر بحيث يؤدي إلى حالة مرضية، وزراعة الشعر في حالة سقوطه خاصة للمرأة.
هـ- إزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسياً أو عضوياً.
2- لا يجوز إجراء جراحة التجميل التحسينية التي لا تدخل في العلاج الطبي، ويقصد منها تغيير خلقة الإنسان السوية تبعاً للهوى والرغبات بالتقليد للآخرين، مثل عمليات تغيير شكل الوجه للظهور بمظهر معين، أو بقصد التدليس وتضليل العدالة، وتغيير شكل الأنف، وتكبير أو تصغير الشفاة، وتغيير شكل العينين، وتكبير الوجنات. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 1509 .
والله أعلم.