الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل من دعا غيره إلى إثم، أو ضلالة كان عليه مثل وزر من عمل بها، وكذا ورز من اقتفى أثر من عمل بها.
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً. ومع ذلك فإذا اعترف العبد بذنبه، وأقبل على الله بصدق، وتاب إليه خوفاً منه وتعظيماً له، ورجاء عفوه؛ فإن الله يقبل توبة عبده ويغفر له، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار [التحريم:8].
والحاصل أنك بتوبتك النصوح تكونين قد أتيت بما وجب عليك ولو بقيا يمارسان هذا المنكر.
قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده، كمن رجع عن بث بدعة عليها يتبع .
والله أعلم.