الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من أن يتشكل الجني بشخص معين، ويكون شبيهاً به تماماً سواء كان من أقاربه أو من غيرهم، فإنهم يتشكلون بقدرة الله تعالى بأشكال مختلفة، ويراهم الناس أحيانا، فقد رأى أبو هريرة وأبي بن كعب بعض ذلك، كما في الأحاديث الصحيحة في صحيح البخاري وغيره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها، وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير، وفي صور الطير، وفي صور بني آدم، كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر، قال تعالى: وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم، إلى قوله: والله شديد العقاب ـ وكما روي أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة هل يقتلون الرسول أو يحبسونه أو يخرجونه؟ كما قال تبارك وتعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. انتهى.
وعلاج ذلك بقراءة القرآن وخصوصا قراءة البقرة في البيت، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيها: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
وكذلك المحافظة على أذكار النوم خصوصا آية الكرسي، فقد روى البخاري قصة أبي هريرة عندما وكل بحفظ الطعام يعني صدقة رمضان، وفيه فقال: أي الشيطان: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي, لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقك وهو كذوب, ذاك شيطان.
وعلاج ذلك أيضا يكون بمنع كل ما يجلب الشياطين إلى البيت ويمنع الملائكة كأنواع الصور المحرمة، والكلاب وآلات اللهو التي قد يساء استخدامها، فإنها تورث الغفلة، وتجلب الشياطين، وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 47534، ورقم: 61999.
والله أعلم.