الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الوسائل لها أحكام المقاصد، وأن ما يوصل إلى الحرام يكون مثله، ومن كمال الشريعة الإسلامية أنها إذا منعت من شيء منعت كل ما يؤدي إليه من وسائل، فما لا يتم ترك الحرام إلا بتركه فتركه واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما يوصل إلى الحرام حرام، والقاعدة في ذلك هي قوله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. {المائدة: 2}.
ومن كان يمتلك قناة قد لا يكون متمكنا من الاطلاع على حال من يتابعها وهل يستخدم ما تُعلِّمه في المباح أو المحرم؟ وبناء عليه فقد لا يسلم من الإعانة على الشر والدلالة عليه، ويخشى أن يناله من الإثم الذي دل عليه، ولذا ينبغي لصاحبة القناة أن تحرص على السلامة، فالسلامة لا يعدلها شيء، وأن تكون عالية الهمة وتستخدم قناتها في تعليم القرآن والعلوم الشرعية حتى تتأكد أنها استثمرت قناتها في نشر الخير والدلالة عليه.
والله أعلم.