الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه بعض معاني المفردات التي وردت في الحديث:
عكة: قِربة صغيرة.
فرقاً: خوفاً.
مغافير: جمع مغفور وهو صمغ حلو له رائحة كريهة.
العرفط: الشجر الذي صمغه مغافير.
جرست نحله العرفط: رعت نحل هذا العسل الشجر المعروف بالعرفط.
ومعنى الحديث: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على زوجاته بالنهار ثم يبيت عند صاحبة النوبة، فلاحظت أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه يتأخر عند أمّ المؤمنين حفصة رضي الله عنها أكثر من غيرها، فسـألت عن السبب فعلمت أن عندها عسلا تسقي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه يحبه، فتحركت الغيرة في نفس أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ وفكرت في حيلة لتصرفه عن شرب العسل عند أمّ المؤمنين حفصة رضي الله عنها فلا يتأخر عندها، فاتفقت مع أمّ المؤمنين سودة وصفية ـ رضي الله عنهما ـ على أن النبي صلى الله عليه وسلم حين يأتي إلى كل واحدة منهن ويقترب منها فإنها تسأله هل أكل من الصمغ ذي الرائحة غير الطيبة؟ حتى يظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العسل الذي عند حفصة رائحته غير طيبة، وحينها سيمتنع من الشرب منه ولا يتأخر عندها لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحرص على طيب ريح فمه، فلما فعلن ذلك دخل صلى الله عليه وسلم على حفصة وأرادت أن تسقيه العسل رفض أن يشرب منه.
والله أعلم.