الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تكلّم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسّر الأمر؟ أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ والراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 123457.
وعليه؛ فليس بالضرورة أن يكون ما حصل هو جواب الاستخارة، بل ينبغي أن تتثبتي مما سمعت عن الخاطب، فإن ظهر صحة هذا الكلام وعلمت أنه متشدد معروف بالغلو في الدين فالأولى أن تفسخي الخطبة، وأما إن ظهر عدم صحة هذا الكلام، أو رجع الرجل وصار مرضي الدين والخلق، فلتمضي في الخطبة ولتتوكلي على الله، ولا مانع من تكرار الاستخارة حينئذ. واعلمي أن بعض الناس يخلط بين التمسك بالشرع والوقوف عند حدوده وبين التشدد، وإنما التشدد كما عرفه العلماء هو: المبالغة في تنفيذ الأمر بما يشق على النفس، ويكون سبباً في نفورها ومللها ـ وانظري الفتوى رقم: 21148.
والله أعلم.