الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك أن تحاول تعليم أمك -لا مجرد الدعاء لها مع عظيم فائدة الدعاء-؛ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) سورة التحريم.
قال ابن كثير: عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً يقول: أدبوهم وعلموهم . ... ، وَهَكَذَا قَالَ الضَّحَّاكُ وَمُقَاتِلٌ: حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُعَلِّمَ أَهْلَهُ مِنْ قَرَابَتِهِ، وَإِمَائِهِ وَعَبِيدِهِ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَمَا نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهُ. اهـ
وروى البخاري ومسلم عن مالك بن الحويرث قال: أتينا إلى النبي صلى الله عليه و سلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يوما وليلة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم رحيما رفيقا، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه قال: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم، وعلموهم ومروهم.
وننبهك هنا إلى أن الغرض معرفة المعنى لا حفظ لفظ الإجابة، والظاهر أنها تعرف المعنى، فهي تحفظ الفاتحة، وسورة الإخلاص. قال الشيخ حافظ حكمي عن شروط لا إله إلا الله: وَمَعْنَى اسْتِكْمَالِهَا اجْتِمَاعُهَا فِي الْعَبْدِ، وَالْتِزَامُهُ إِيَّاهَا بِدُونِ مُنَاقَضَةٍ مِنْهُ لِشَيْءٍ مِنْهَا, وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ عَدَّ أَلْفَاظِهَا وَحِفْظَهَا فَكَمْ مِنْ عَامِّيٍّ اجْتَمَعَتْ فِيهِ وَالْتَزَمَهَا وَلَوْ قِيلَ لَهُ: أُعْدُدْهَا لَمْ يُحْسِنْ ذَلِكَ, وَكَمْ حَافِظٍ لِأَلْفَاظِهَا يَجْرِي فِيهَا كَالسَّهْمِ وَتَرَاهُ يَقَعُ كَثِيرًا فِيمَا يُنَاقِضُهَا, وَالتَّوْفِيقُ بِيَدِ اللَّهِ, وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. اهـ
وأما بخصوص هيئة الأمر بالمعروف فالأصل أنهم من دارسي الشريعة، وعندهم علم -على الأقل- بالتوحيد، فيمكنك مراجعتهم، ولا مانع من إلحاقها بمركز تحفيظ قرآن، أو الإتيان بمحفظة تحفظها، وتعلمها قبل ذلك ما لا يسع المسلم جهله، ويمكنك أن تقرأ عليها كتاب ثلاثة الأصول للشيخ محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-، وغيره من الرسائل النافعة ككتاب الدروس المهمة لعموم الأمة للعلامة ابن باز-رحمه الله-.
والله أعلم.