الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطاعة الوالدين واجبة في المعروف، فلا تجب في معصية ولا فيما يضر الولد، وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303.
وعليه؛ فإن كان المسكن الذي تستأجره أمك مشترك المرافق يعرض زوجتك للخلوة أو الاختلاط المريب بالأجانب كأخيك وزوج أختك، فلا تلزمك طاعة أمك في السفر بزوجتك والإقامة في هذا المسكن المشترك، بل لا يجوز ذلك، وكذلك لا تلزمك طاعة أمك في السفر معهم وحدك إذا كنت ستترك زوجتك في غير مأمن، أما إذا قدرت على السفر بزوجتك والإقامة بمسكن مستقل بمرافقه، أو كنت تقدر على ترك زوجتك في مأمن، فالظاهر ـ والله أعلم ـ وجوب طاعة أمك في ذلك ولو كانت عليك مشقة محتملة، قال ابن مفلح ـ رحمه الله ـ في كلامه على حدود طاعة الوالدين: فأما ما كان يضره طاعتهما فيه لم تجب طاعتهما فيه، لكن إن شق عليه ولم يضره وجب.
والله أعلم.