الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تعارض بين محتوى الفتويين المذكورتين، والمحل الذي اشتركتا في تناوله هو: الهم بفعل الحسنة, وصدق النية, والعزم على ذلك، وهذا محل اتفاق بينهما، فقد جاء في ما نقله السائل: "إن هم بفعل الحسنة فله حالتان:
ـ الأولى: أن يعمل بها في جوارحه, من كلام باللسان, أو غيره, فتكب له حينئذ عشر حسنات ... وقد يضاعفها الله أكثر من ذلك ... .
ـ الثانية: أن لا يعمل بالحسنة بجوارحه, فحينئذ يؤجر على همه حسنة واحدة؛ لأن قلبه تحرك بالخير ... " .
وجاء في فتوانا التي أشار إليها السائل: " فليبشر من نوى الخير, وحرص عليه, بأنه يثاب بنيته ثوابًا عظيمًا ... ولكن مَن منَّ الله تعالى عليه, ووفقه للعمل, يحصل له من مضاعفة الثواب ما لا يحصل للناوي، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ... ". ثم ذكرنا كلام أهل العلم في بيان أن استواءهما في أصلِ أجرِ العمل دون مضاعفته، وأن المضاعفةُ يختصُّ بها من عَمِلَ العمل دونَ من نواه, فلم يعمله, وبهذا يتبين اتفاق مضمون الفتويين - ولله الحمد -.
ولمزيد الفائدة يمكن السائل الاطلاع على الفتوى رقم: 22692 ويجد فيها النص على أن الثواب الذي يكتب لمن هم بالحسنة لا يساوي الثواب المكتوب مع فعلها؛ لأن الفاعل يجمع له ثواب الهم مع ثواب الفعل، والهامُّ يكتب له ثواب الهم وحده.
والله أعلم.