الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على اهتمامك بنفع إخوانك المسلمين وحبك الخير لهم، ونسأل الله سبحانه أن يديم عليك نعمته ويصرف عنك وعن إخوانك وساوس الشيطان، وما فعلته من الاستعاذة من الوساوس ودفعها عنك عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، لا شك أنه صواب، كما أن العاصي إنما يؤاخذ بمعاصيه لا بالوساوس المصاحبة لها، وأما الفتوى رقم: 122988، والتي أشرت إليها في سؤالك فجوابنا فيها كان صريحا أن السائل ليس مؤاخذا بتلك الوساوس ما لم يترتب عليها قول أو عمل، وأن كراهيته لهذه الأفكار الكفرية دليل إيمان.
وأما قولنا بأن زيادة الوساوس بسبب الاستمناء يؤكد وجوب البعد عنه، فإنما أردنا به سد باب الوساوس ابتداء، فالوقاية خير من العلاج، والبعد عن السبب الجالب للوساوس لا شك أنه خير من تعاطيه، ثم الانشغال بدفع الوساوس الحادثة بسببه بعد ذلك، لاسيما مع كون ذلك السبب محرما والانتهاء عنه واجب عموما، ولم نقصد أنه يحاسب حينئذ على تلك الوساوس، وعموما فنحن نشكر لك حب الخير ونفع الناس والنصح لهم، ونوصيك بالثبات على رد تلك الوساوس والاستعاذة بالله منها، واستحضار الفصل بين ذنب المعصية وبين المؤاخذة بالوساوس كما تفعل، هذا مع وجوب التوبة عن المعاصي كلها، وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 137177، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.