الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما حديث: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له. فلا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ وانظر الفتوى رقم: 95042. ولكن قد بين الله في كتابه أن الصلاة تنهى عن المعاصي، فقال جل اسمه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}. وهذه الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة الكاملة التامة المستوفية لشرائطها، وأركانها، وواجباتها، وخشوعها، وحضور القلب فيها؛ وانظر الفتوى رقم: 162863. فاجتهد في تكميل صلاتك، والإتيان بها على وجهها تكن ناهية لك عن المعاصي بإذن الله، وإياك أن يلبس عليك الشيطان بما يلبس به على كثيرين، فيحملك على ترك الصلاة بحجة أنها لا تنفعك؛ فإنك إن تركت الصلاة كنت آتيا بمنكر من أعظم المنكرات والعياذ بالله، بل هو كفر وردة عند بعض أهل العلم؛ وانظر الفتوى رقم: 130853 ولكن الحل كما ذكرنا هو الاجتهاد في تكميل الصلاة والإتيان بها على وجهها، ودوام مجاهدة النفس، والتوبة النصوح إلى الله تعالى من جميع الذنوب، واستحضر قرب الأجل وأنه مغيب عنك، وتمثل موقفك بين يدي الله تعالى، وأنك مسؤول عن كل ما اقترفته، واستشعر مراقبة الله لك، واطلاعه عليك، واجتهد في الدعاء؛ فإن ذلك كله يعينك بإذن الله على الإقلاع عن جميع المعاصي والآثام، هدانا الله وإياك لأرشد أمورنا.
والله أعلم.