الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الشاب ملتزمًا بالشرع, وصاحب دين وخلق, فليس لوالديك منعك من الزواج منه، فقد حث الشرع على قبول مثله زوجًا، روى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. هذا لفظ ابن ماجه، ولفظ الترمذي: إذا خطب إليكم ... الحديث.
فينبغي أن تحاولي إقناع أهلك, مستعينة بالله تعالى أولًا, ودعائه, والتضرع إليه، ثم بمن له وجاهة عندهم, عسى أن يقبلوا, فإن تم فالحمد لله، وإلا فإن منع الولي موليته من الزواج من الكفء يعتبر عضلًا لها، فيمكن أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليزيل عنك الضرر, ويزوجك, ولا تكونين بذلك ظالمة لأهلك.
وإن رأيت الصبر, والبحث عن غيره برًّا بوالديك, وحذرًا من المشاكل, فذلك أولى, هذا مع العلم بأنه يجوز للمرأة شرعًا أن تعرض نفسها على الرجل الصالح للزواج منه, كما بينا في الفتوى رقم: 18430.
وننبه إلى أن من أهم أسباب العفاف اجتناب مثيرات الشهوة: من النظر المحرم, ونحوه، وينبغي الحرص على الطاعات, ولا سيما الصوم, فإنه معين على العفاف, ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 103381.
والله أعلم.