الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وشكوك, وننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإنك ذلك أنفع علاج لها, وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086.
وبخصوص البلل الذي وجدته على ثيابك فله عدة حالات:
1ـ أن تتحقق كونه منيًا؛ لوجود ما يدل لذلك - كرائحة مثلا - فهنا يجب عليك أن تغتسل من الجنابة، وأن تعيد الصلوات التي صليتها بعد العثور على البلل المذكور وقبل الاغتسال, ولا إثم عليك.
ووجود هذا البلل في أعلى ثيابك الداخلية, لا يمنع كونه منيًا، فمن المعلوم أن المذي والمني والودي مخرجها واحد, وقد يكون أعلى الثوب هو الملاصق للفرج وقت خروج البلل المذكور.
2ـ أن تتيقن أن البلل مذي، فتكون صلاتك صحيحة إذا كنت قد غسلت ما أصابه المذي من الذكر، وبقية بدنك، وثيابك، ثم توضأت وصليت بثوب طاهر؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 49490.
3ـ أن تجهل حقيقة البلل هل هو مني أم مذي؟ فإن شئت جعلته منيًا، فتغتسل من الجنابة، وتعيد ما صليته من فرائض قبل غسل الجنابة.
وإن شئت جعلته مذيًا، فتصح صلاتك إذا كنت قد غسلت نجاسة المذي عن البدن والثياب, وتوضأت وصليت بثوب طاهر, وهذا التفصيل للشافعية، وهو المفتى به عندنا, كما سبق في الفتوى رقم: 118140.
جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: فإن قلنا بالتخيير فتوضأ وصلى في ثوب آخر صحت صلاته, وإن صلى في الثوب الذي فيه البلل ولم يغسله لم تصح صلاته؛ لأنه إما جنب, وإما حامل نجاسة, وإن اغتسل وصلى في هذا الثوب قبل غسله صحت صلاته لاحتمال أنه مني. انتهى
وللتعرف على صفات المذي والمني راجع الفتوى رقم: 56051.
والله أعلم.