الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الواجب في نية الصلاة أن تنوي عند الشروع فيها, أو قبله بزمن يسير: أنك تصلي فريضة كذا، ولتنظر الفتوى رقم: 221851، وهذا أمر يسير جدًّا, لا يعجز عنه أحد، بل لو كلف الإنسان أن يعمل عملًا دون نية كان تكليفًا بما لا يطاق, كما قال بعض أهل العلم، فأمر النية يسير - والحمد لله -.
وإذا فعلت ما وجب عليك من النية على الوجه المبين فلا تلتفت إلى شيء يعرض لك من الوساوس بعد هذا كائنًا ما كان, وبالغًا ما بلغ، فإن علاج الوساوس هو الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها على ما بيناه مرارًا, وانظر الفتوى رقم: 51601, ورقم: 134196.
ولو نويت إعادة الصلاة بعد الفراغ منها لم يكن ذلك مؤثرًا في صحة الصلاة إذا كنت قد أتيت بالنية الواجبة على وجهها، ولكن هذا غير مشروع, فعليك أن تحرص على تجنبه, وأن تقتصر على النية المشروعة, وهي يسيرة - بإذن الله - كما تقدم.
والله أعلم.