الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن من صبر عن معصية الله تعالى ابتغاء وجهه ـ سواء كانت زنا أو غيره ـ لا شك أن الله يثيبه، لكونه عمل عملا صالحا، وقد جاء في صحيح البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: يَقُولُ اللَّهُ: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً...
قال الحافظ في الفتح: تَرْك الْمَعْصِيَة كَفٌّ عَنْ الشَّرّ، وَالْكَفّ عَنْ الشَّرّ خَيْر. اهـ.
وقد قال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ {الزلزلة: 7}.
وأثنى سبحانه في كتابه على الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، وأخبر أن ما عنده لهم من الثواب خير وأبقى، فقال: وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ {الشورى:36 ـ 37}.
قال الشوكاني في فتح القدير: والمعنى: أن ما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وللذين يجتنبون, والمراد بكبائر الإثم: الكبائر من الذنوب... اهـ.
وبشرهم أيضا في سورة النساء بأنه يكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة، فقال: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً {النساء: 31}.
فمن ترك الزنا ابتغاء مرضاة الله تعالى فهو موعود بهذا الثواب العظيم.
والله أعلم.