الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تكرر رفض الوالد للخطاب الأكفاء، بحيث يظهر منه أنه يريد منعك من الزواج، أو يفرض شروطاً يصعب على الخاطب تحقيقها مع كونه صاحب خلق ودين، فلك أن ترفعي الأمر إلى قضاة المحاكم الشرعية، لرفع الظلم الواقع عليك، وقد بينا ذلك وافياً في الفتوى رقم:
199، وذكرنا مراتب الولاية على المرأة في الفتوى رقم:
5550.
وإننا لنوصي الأخت السائلة بالصبر على أذى والدها، احتساباً للأجر وطلباً للثواب، ولعل الوالد معذور في ذلك بأمر لا تعلمينه.
ونوصي الوالد كذلك بالرحمة بابنته، وتخليصها من هذا الألم النفسي الذي يصعب على الفتيات تحمله، ونذكره بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه
الترمذي وحسنه
الألباني. فعليك أيتها السائلة بالمداومة على نصحه، وتوصية أهل الخير بنصحه كذلك، فالله تعالى لا يستحيي من الحق، هذا مع الإكثار من نوافل العبادات، وذكر الله تعالى، ودعائه أن ييسر لك الزوج الصالح والذرية الطيبة، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً.
والله أعلم.