الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في اليمين أنها على نية الحالف.
قال ابن قدامة في المغني: مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله، انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ، أو مخالفا له. اهـ
ولذلك فإن كانت نيتك ما ذكرت من أنك لم تصورهم قبل هذه المرة، فإنه لا يلزمك شيء، وهذا من باب التورية، والمعاريض الجائزة، والتي فيها مندوحة عن الكذب، ومعناها أن يكون للّفظ معنيان: قريب يفهمه المخاطب، وبعيد يقصده المتكلم أو الحالف؛ وانظر الفتويين: 4512، 1126.
واليمين في اللغة لها عدة معان منها: القوة، والحلف، والجهة، والجارحة..
جاء في مختار الصحاح: و(الْيَمِينُ) الْقُوَّةُ... وَالْيَمِينُ الْقَسَمُ، وَالْجَمْعُ (أَيْمُنٌ) وَ(أَيْمَانٌ) قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ.
والله أعلم.