الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان لرسولنا -صلى الله عليه وسلم- قبل النبوة تجارات، وكان يبيع ويشتري ويؤجر ويستأجر، وقلَّ ذلك كثيراً بعد النبوة، وقل أكثر بعد الهجرة، وذلك لانشغال النبي -صلى الله عليه وسلم- بتبليغ الدعوة ونشر الإسلام وبناء دولته، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الفترة ينفق مما كان معه من تجارات سابقة، ومما ورثه من مال خديجة -رضي الله عنها-، وينفق أيضاً من مال أبي بكر -رضي الله عنه-، فإنه كان مسخراً ماله لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبعد ذلك أغناه الله تعالى بما فرض له في كتابه من خمس الفيء والغنيمة، قال تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [لأنفال:41]، وقال تعالى: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر:7].
والله أعلم.