الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك في البقاء مع زوجك ولو كانت أمك غير راضية به، والواجب عليك طاعة زوجك إذا نهاك عن الخروج مع أمك إلى السوق وغيره، ولا إثم عليه في ذلك؛ فإن من حقه أن يمنعك من الخروج لغير ضرورة، ولا سيما إذا كان يتكرر كثيراً، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ.
قال الباجي: قَوْلُهُ: لَا تَمْنَعُوا إمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ. دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ لِلزَّوْجِ مَنْعُهُنَّ مِنْ ذَلِكَ، وَأَنَّ لَا خُرُوجَ لَهُنَّ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِلرَّجُلِ مَنْعُ الْمَرْأَةِ مِنْ ذَلِكَ لَخُوطِبَ النِّسَاءُ بِالْخُرُوجِ وَلَمْ يُخَاطَبْ الرِّجَالُ بِالْمَنْعِ .
وإذا تعارض أمر زوجك، وأمر أمك بالخروج، فعليك طاعة زوجك، ولا تكونين عاقة بمخالفة أمك حينئذ.
قال ابن تيمية (رحمه الله): الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ.
قال المرداوي (رحمه الله): لا يلزمها طاعة أبويها في فراق زوجها، ولا زيارة ونحوها بل طاعة زوجها أحق.
ونصيحتنا لزوجك أن يعينك على بر أمك، وأن يأذن لك في الخروج معها لحاجتها إذا لم يكن فيه مفسدة.
والله أعلم.