الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما وقع بينكما من الخلوة والقبلات ونحوها قبل عقد النكاح: فهو منكر, ومعصية, تستوجب التوبة إلى الله تعالى، لكن ما دامت تلك الأفعال لم تصل إلى الزنا الحقيقي، فلا أثر لها على صحة النكاح، وانظر الفتوى رقم: 199913.
وما دمتما قد تبتما إلى الله عز وجل: فلا صحة لكون هذه المعاصي ستكون سببًا في محق البركة, وحصول الفرقة بينكما؛ وذلك لأن التوبة تمحو ما قبلها, والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فأبشر خيرًا, وأحسن ظنك بالله، واستقم مع زوجتك على طاعة الله، واعلم أنّ الواجب على المسلم، إذا وقع في معصية أن يستر على نفسه, فلا يخبر بها صديقًا ولا قريبًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .. أَيُّهَا النَّاسُ, قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ, مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا, فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ, فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ, نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
قال ابن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: وفيه أيضًا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة.
والله أعلم.