الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج همك، ولا ريب في أن ظلم القريب مما يعظم أثره في النفس، لكن عليك بالصبر على ما تلقاه من إساءة وقطيعة، واحتسب أجر ذلك عند الله، فإن من وصل ذوي رحمه المسيئين، فإن الله عز وجل يعينه عليهم، ويكفيه إياهم، فعن أبي هريرة: أن رجلًا قال: يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل, ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. أخرجه مسلم.
ولتدفع شرهم بالإحسان إليهم ما استطعت، فالإحسان يصير العدو وليا، كما قال الله سبحانه: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
وعليك بالدعاء أن يصلح الله شأن والديك وإخوتك، وأن يؤلف بين قلوبكم، ومن المستحسن أن تستعين بمن له كلمة مسموعة عند والدك ليسعى في إصلاح ذات بينكم، واعلم أنك إذا اتقيت الله وبذلت وسعك في صلة والديك وبرهما فلا يضرك قطعهما لك وسخطهما عليك بغير حق، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 81070.
والله أعلم.