الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استرسالك مع الوساوس هو الذي أدى بك إلى هذه الحال، فظفر الشيطان ببغيته منك، وأضاع عليك العبادة، وفوت عليك الصلاة وهو يوهمك أنك تحسنين صنعا.
فإذا كنت تريدين مرضاة الله تعالى، فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس البتة، فإن هذا هو ما شرعه الله لك وأمرك به، فتجاهلي كل ما يلقيه الشيطان في قلبك من الوساوس، وافرغي من قضاء حاجتك بصورة عادية، ثم لا تلتفتي بعد هذا إلى ما يلقيه الشيطان في قلبك من أنه ربما يكون قد خرج منك شيء، وقد حذرناك من الوساوس مرارا، ونبهناك على أنها من أعظم مسالك الشيطان في إبعاد العبد عن مصالحه، وإفساد دينه ودنياه. وأما ما وقع منك من تأخير الصلاة، فإن عليك أن تجتهدي في التوبة والاستغفار، فالله تعالى غفور رحيم، ثم لا تعودي إلى هذا الفعل مرة أخرى مهما وسوس لك الشيطان، وألقى في قلبك هذه الخواطر، وإذا فعلت هذا فسيرضى الله تعالى عنك بمنه وكرمه، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.