الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأولى لهذه المرأة أن تذهب إلى مكة فتؤدي العمرة، ثم ترجع من قريب، ولا تبقى بمكة- شرفها الله- إلا بقدر ما تجم نفسها، وتتصدق بما فضل من النفقة، فإن المصالح الكثيرة التي تحصل من صدقتها بهذا المال أرجح فيما يظهر من مصلحة مجاورتها بمكة حرسها الله، وإذا كانت الصدقة قد تفضل على الحج والاعتمار تطوعا في بعض الحالات كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 111387، فأولى أن تكون أفضل من مجرد المجاورة بمكة، فإن في استحباب المجاورة بها خلافا بين العلماء بيناه في الفتوى رقم: 169073، وإن كان الراجح استحبابها، إلا أن ما في الصدقة من النفع المتعدي، مع الاتفاق على مشروعيتها واستحبابها يجعلها أولى من مجرد المجاورة بمكة فيما يظهر.
والله أعلم.