الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح من سؤالك أنك مصابة بالوسوسة، والذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الوساوس وألا تلتفتي إليها، واعلمي أن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها، فأي صلاة تشكين في أنك تركت شرطا من شروطها، أو ركنا من أركانها ولا تتيقنين تمام اليقين من ذلك، فلا يلزمك قضاؤها؛ وانظري الفتوى رقم: 120064.
واعلمي كذلك أن ترك الخشوع في الصلاة لا يبطلها، ولا يوجب إعادتها؛ وانظري الفتوى رقم: 136409.
وأما الصلوات التي تركت شرطا أو ركنا فيها، فلا يلزمك إعادتها على قول كثير من العلماء؛ وانظري الفتوى رقم: 125226.
وإن كنت مصابة بالوسوسة، فالذي نرى لك أن تعملي بهذا القول ريثما يعافيك الله تعالى؛ وانظري الفتوى رقم: 181305.
وأما ما قضيته من صلوات، فلا تلزمك إعادته؛ لأن الراجح عدم وجوب الترتيب بين الصلوات الفوائت؛ وانظري الفتوى رقم: 127637، والقائلون بوجوبه، منهم من يرى أنه يسقط بالجهل، وقد قال الله تعالى:ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. وقال الله في جوابها: قد فعلت. رواه مسلم. وقال سبحانه: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.
ونختم بتكرار التحذير من الوساوس، والوصية بالإعراض عنها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم؛ وانظري الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.