الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة أن الوساوس قد بلغت منك مبلغًا عظيمًا, فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها, وعدم الاسترسال فيها, فإن ذلك أنفع علاج لها, وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086.
ثم ننبهك على أن البخار المتصاعد من الأطباق المشتملة على لحم الخنزير, أو الكلب, أو نحوهما, لا تنجس ثوبك, ولا جسدك, ولو تحققت من إصابتها, ومن ثم فلا داعي لغسل ثيابك, ولا جسدك, جاء في الفتوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: فإذا عرف هذا، فعلى أصح القولين: فالدخان، والبخار المستحيل عن النجاسة: طاهر؛ لأنه أجزاء هوائية, ونارية, ومائية، وليس فيه شيء من وصف الخبث. انتهى.
وفي الموسوعة الفقهية: وأما البخار المتصاعد من الحمامات وغيرها ـ كالغازات الكريهة المتصاعدة من النجاسة ـ إذا علقت بالثوب، فإنه لا ينجس على الصحيح من مذهب الحنفية، تخريجًا على الريح الخارجة من الإنسان، فإنها لا تنجس سواء أكانت سراويله مبتلة أم لا، والظاهر أن بقية المذاهب لا تخالف مذهب الحنفية في هذا. انتهى.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 4387.
والله أعلم.