الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في كون الاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات - سواء كان في أماكن العمل، أو الدراسة، أو كان عبر الانترنت أو غيره - لا شك أنه باب فتنة وطريق فساد، لا سيما إذا كان بين الشباب والشابات، ولو كان ذلك بذريعة التعاون على الخير، فإنّ ذلك قد يكون استدراجاً من الشيطان، وتلبيساً من النفس واتباعاً للهوى، كما أنه ينبغي الحذر من مخاطر الشبكة العنكبوتية، ولا سيّما حيث اشتدت الفتن وكثر الفساد؛ وانظر الفتوى رقم: 119236.
وعليه فالواجب على زوجتك طاعتك فيما تأمرها به من ترك الاختلاط، والبعد عن الريب، فمن واجب الزوج ومن مقتضى قوامته على زوجته، أن يلزمها بالواجبات ويمنعها من المحرمات؛ قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ {النساء:34}.
قال السعدي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد. تفسير السعدي.
وعليها معاشرتك بالمعروف، ولا سيما فيما يتعلق بحق الفراش، فإن امتناعها من إجابتك إليه بغير عذر معتبر، منكر عظيم، وانشغالها عن واجباتها الزوجية بالأعمال التطوعية أو الدخول على المواقع الإلكترونية، خلل كبير وظلم ظاهر، فإن طاعة الزوج في المعروف واجبة، وحسن التبعل له من أفضل الأعمال التي تقرب إلى الله.
فبين ذلك لزوجتك، وأطلعها على كلام أهل العلم في هذا الشأن، وإذا لم تطعك فاسلك معها وسائل الإصلاح بالتدرج فتبدأ بالوعظ، فإن لم يفد فالهجر في المضطجع، فإن لم يفد فالضرب غير المبرح، فإن لم تفد معها وسائل الإصلاح فالطلاق آخر الحلول؛ وللفائدة راجع الفتوى رقم: 178143 .
ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.
والله أعلم.