الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نص أهل العلم على أنه يجوز للولد السفر للعلم أو التجارة ونحوهما دون إذن والديه إن كان الطريق مأمونا، ولا يخشى أن يلحقه ضرر، ولا يخشى عليهما الضياع بسفره، وقد نقلنا كلامهم في ذلك في الفتوى رقم: 105345.
وبناء على هذا، فلا حرج على ابنك في البقاء هنالك للدراسة ولو كرهت ذلك إذا كان آمنا، وأما إن كان يخشى على دينه أو نفسه، فالواجب عليه الرجوع إلى بلده، ويتأكد ذلك بأمرك إياه بالعودة، وراجعي الفتويين رقم: 108355، ورقم: 1549.
وإن كان الحال ما ذكرت من أنه منعك الكلام معه في هذا الموضوع وقاطعك فهو مسيء بذلك إساءة بالغة، لكون هذا نوعا من العقوق.
ونوصيك بالدعاء له على كل حال بالعافية والهداية والتوفيق، وأن يرده إليك سالما غانما، فدعوة الوالد لولده مستجابة، ففي سنن ابن ماجه، وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن ـ لا شك فيهن ـ دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.
والله أعلم.