الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
نسأل الله لنا ولك السلامة والعافية, وأن يرزقك زوجًا صالحًا, تقر به عينك، وما ذلك على الله بعزيز، فالجئي إلى ربك, واحتمي بحماه, ولوذي بجنابه، فما خاب من رجاه، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
وأما الرجل المذكور: فإن صح عنه ما ذكرت: فإنه غير مرضي في دينه وخلقه، ومن كان حاله كذلك لا يرتضى زوجًا, خاصة إن لم يتب من الزنا، فالزاني ليس كفئًا لعفيفة مثلك، فلا يجوز زواجك منه، وقد قال الله تعالى: الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {النور:3}.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 5662.
وهو أجنبي عنك، فلا تمكنيه من محادثتك لغير حاجة, أو تقبيلك, أو لمس جسدك، فهو ذئب من ذئاب البشر, يريد أن يوقعك في حبائله، فالواجب عليك قطع أي علاقة لك معه قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه، فتندمي حيث لا ينفع الندم, وراجعي الفتوى رقم: 30003.
وأما العشق: فداء يمكن علاجه، وكيفية ذلك قد سبق بيانها في الفتوى رقم: 9360.
واستعيني بالله تعالى, وابحثي عن الرجل الصالح بنفسك, أو بمساعدة بعض الثقات من صديقاتك وأقربائك، علمًا بأنه يجوز شرعًا للفتاة البحث عن الزوج, وعرض نفسها على من ترغب في زواجه منها من الصالحين، وسبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 18430.
وتقصيرك في العبادة لا يلزم أن يكون عقوبة، ولكن من أدخلت نفسها في الكلام في مثل هذه الأمور مع رجل هذا حاله, لا يبعد أن يكون ذلك سببًا في ضعف إيمانها, ووقوع التقصير منها بسبب ذلك، فالمعاصي لها أثرها السيئ على النفس، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 71473.
وفي الختام: نوصيك بالصبر, والصوم، وشغل نفسك، وملء فراغك بما ينفع، وصحبة الصالحات، مع اجتناب كل ما يمكن أن يثير الشهوة، وانظري الفتوى رقم: 103381.
وننبه إلى أن المجاهرة بالمعاصي لا يجوز شرعًا، بل الواجب على المسلم إذا ارتكب ذنبًا أن يتوب إلى الله، ويستر على نفسه، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 33442.
والله أعلم.