الحكم ينبني على موافقة الشركة على الوضع القائم

2-12-2013 | إسلام ويب

السؤال:
بخصوص السؤال رقم: 2436777، فإن الشخص الذي يعمل معي يعتمد بصفة أساسية على هذا الدخل من هذا العمل، فطلبت منه ترك هذا العمل تماما أو أن يعمل مع أحد غيري، فلم يقبل ذلك، أرجو النصيحة، هل أتوقف عن هذا العمل لإجباره على تركه؟ مع العلم أنه لا يمكن أن يستمر في ذلك العمل بدوني، مع أنه ساهم بشكل كبير في إلحاقي بهذا العمل، وأيضا فإن الشركة إلى الآن تستلم الشغل بكفاءة لذلك تدفع لي الراتب الأسبوعي مقابل هذا العمل، وإلا فهي تستطيع أن تنهي العقد في أي وقت.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن عدم الجواز في فتوانا السابقة لم يكن مبنيا على كون العمل المطلوب لا يتم بكفاءة، وإنما كان عدم الجواز مبنيا على الإخلال بشرط التعاقد مع الشركة، وعلى ذلك فيمكنك إعلام الشركة بحقيقة الأمر، فإن لم تمانع من استمرار الوضع القائم بينك وبين زميلك، فلا حرج في ذلك، وإلا فلا يجوز لكما الاستمرار في هذا الوضع المخالف لشرط الشركة، وحينئذ يجب إنهاء قسمة العمل بينكما بأسلوب مناسب مع الحسم والوضوح، أو التوقف عنه حتى لا تستمر في غش الشركة ومخالفة شرطها، ولا يعني هذا أن تجحد فضل زميلك عليك، قال تعالى: هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ {الرحمن:60}.

وقال عليه الصلاة والسلام: من لم يشكر الناس لم يشكر الله. رواه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

وفي الحديث: ومن آتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه. رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني.

إلا أن رد الإحسان والجميل لا يكون على حساب الآخرين، ويمكنك أن ترد جميل صنعه بالوقوف معه ومساعدته في الحصول على عمل آخر ودعمه ماليا إن احتاج لذلك، هذا مع دعاء الله له بتيسير أمره، وحلول البركة في رزقه. 

والله أعلم.

www.islamweb.net