الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أنه تجب طاعة الوالدين في المعروف، ولا سيما الأم، فإنها أحق بالبر، كما هو مبين في الفتوى رقم: 27653.
فإذا أمرك أي من والديك بفتح القنوات التي ليس فيها ما يخالف الشرع وجبت عليك طاعته، بل إذا رغبت أختك في فتحها فليس لك الحق في منعها، وأما القنوات المشتملة على شيء من المنكرات: فلا يجوز فتحها، لما في ذلك من الإعانة على المعصية، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
ولا طاعة للوالدين في مثل هذا، ففي الحديث المتفق عليه، واللفظ لمسلم عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.
ويبقى النظر فيما إذا لم تكن صاحب السلطان في البيت، وإنما الأمر فيه لأبيك، وهذا التشفير بالرقم السري يمكن أن يحول بينهم وبين الاستفادة من هذه القنوات فيما ينفع إذا شاءوا، فلا يجوز لك التحكم فيها والعمل على الحيلولة بينهم وبين الاستفادة منها، والإنكار باليد يشرع في حق من له سلطان، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 171693.
ويكفي أن تنكر باللسان وتنصح وتوجه بالحسنى بما في ذلك نصحك والدك بما يجب عليه، فإن فعلت فقد أديت الذي عليك ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 5202.
والله أعلم.