الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحقّ الزوج على زوجته عظيم، وقد جعل الله له القوامة عليها، ولذلك أوجب على المرأة طاعة زوجها، لكنها ليست طاعة مطلقة وإنما هي طاعة مقيدة، فهي لا تكون فيما خالف الشرع، ولا تكون فيما يضر بالمرأة، أو يحملّها فوق طاقتها، كما أنها تختص بأمور النكاح وما يتعلق به. نص على ذلك بعض أهل العلم كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 144069 والفتوى رقم: 111729
فإن كان المقصود أنّ الزوج يريد من زوجته تقبيل يده، ورأسه أمام الأهل وغيرهم، فلا تجب عليها طاعته في ذلك، بل لا يجوز للزوج أن يسأل زوجته ذلك، كما سبق في الفتوى رقم: 181523
فعلى الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، وتعامله بالتوقير؛ لما له من القوامة، وعلى الزوج أن يحسن عشرة زوجته ويرفق بها، وليعلم أن قوامة الرجل لا تعني تسلطه وتجبره على المرأة، وإساءة عشرتها، وإنما القوامة تعني رعاية المصالح الدينية والدنيوية، وتقتضي الرحمة والإحسان.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة:228}: وقال ابن عباس: الدرجة إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة، والتوسع للنساء في المال والخلق، أي أن الأفضل ينبغي أن يتحامل على نفسه. قال ابن عطية: وهذا قول حسن بارع. الجامع لأحكام القرآن.
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- متواضعاً سهلاً ليناً مع أهله، وقد ذكرنا طرفاً من هديه -صلى الله عليه وسلم- مع نسائه، وذلك في الفتويين: 27182 ، 55015 فلتراجع.
والله أعلم.