الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن السؤال ثلاث مسائل, وجوابها كما يلي:
1ـ مسح الأذنين سنة عند جمهور أهل العلم, والمعتمد وجوبه عند الحنابلة؛ كما سبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 34870
ويجزئ مسح الأذنين بأي طريقة حصل, والصفة المسنونة مسح ظاهرهما، وباطنهما بإدخال أصبعي السبابة في صماخهما، ومسح الغضاريف، ثم مسح ظاهرهما بأصبعي الإبهام.
جاء في كفاية الطالب الرباني على شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني المالكي: قول الشيخ: (يفرغ الماء على سبابتيه) تثنية سبابة، وهي الأصبع التي تلي الإبهام، سميت بذلك لأنهم كانوا يشيرون بها إلى السب في المخاصمة (و) على (إبهاميه) تقدم بيانهما (وإن شاء غمس ذلك) أي السبابتين والإبهامين (في الماء، ثم يمسح أذنيه ظاهرهما) وهو ما يلي الرأس على الصحيح (وباطنهما) وهو ما تقع به المواجهة، ويكره أن يتتبع غضونهما؛ لأن قصد الشارع بالمسح التخفيف، والتتابع ينافيه. انتهى.
وفي كشاف القناع مع متن الإقناع الحنبلي: وكيف مسح الأذنين أجزأ، كالرأس (والمسنون في مسحهما أن يدخل سبابتيه في صماخيهما ويمسح بإبهاميه ظاهرهما) لما في النسائي عن ابن عباس «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح برأسه وأذنيه: باطنهما بالسبابتين، وظاهرها بإبهاميه» (ولا يجب مسح ما استتر من) الأذنين (بالغضاريف) لأن الرأس الذي هو الأصل لا يجب مسح ما استتر منه بالشعر، فالأذن أولى، والغضروف داخل فوق الأذن أي أعلاها ومستدار سمعها. انتهى.
2ـ كون المضمضة والاستنشاق، والاستنثار بثلاث غرفات ـ يتمضمض ويستنشق, ويستنثر بكل واحدة ـ هو القول الذى رجحه بعض أهل العلم.
جاء شرح النووي لصحيح مسلم: قوله: (فمضمض واستنشق من كف واحدة، ففعل ذلك ثلاثا) وفي الرواية التي بعدها: فمضمض واستنشق، واستنثر من ثلاث غرفات. في هذا الحديث دلالة ظاهرة للمذهب الصحيح المختار أن السنة في المضمضة والاستنشاق أن يكون بثلاث غرفات، يتمضمض ويستنشق من كل واحدة منها. انتهى.
وفي هذه المسالة أقوال أخرى ذكرناها في الفتوى رقم: 201181
3ـ المقصود بالكعبين العظمان البارزان على جانبي القدمين عند مفصلي الساق.
جاء في شرح الخرشي على مختصر خليل المالكي: هذه هي الفريضة الرابعة من الفرائض المجمع عليها، وهي غسل رجليه مع الكعبين، وهما المرتفعان في مفصلي الساقين تثنية مفصل بفتح الميم، وكسر الصاد واحد مفاصل الأعضاء. انتهى.
والله أعلم.