الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا التعرض لهذه المسألة في الفتوى رقم: 117967.
كما سبق لنا التنبيه على عدم صحة القول بأن علة فرض الحجاب هي التفريق بين الحرة والأمة! وعلى أن التفريق بين الحرة والأمة في مسألة الحجاب، فيه خلاف وتفصيل بين أهل العلم، وعلى رجحان التفريق أيضا بين مسألة عورة الأمة ومسألة جواز النظر إليها، وراجعي تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 227926.
وهذا فضلا عن التعرض لها بسوء، فذلك محرم إجماعا، وتجب عقوبة من يفعله عقوبة رادعة من الإمام، كما أشرنا إليه في الفتوى المحال عليها أولا.
وأخيرا ننبه على أن الإسلام لم يأت لعصر معين أو لطائفة معينة من الناس، وإنما جاء للبشرية كلها في كل العصور، فلا بد من مراعاة أحوال المجتمعات في الماضي، وما يمكن أن يتغير في المستقبل، ويُوازَن هذا بما عليه الناس في عصرنا هذا، لنخرج في النهاية بحكم كلي لما هو المناسب من الأحكام!! وهذا لا يتسنى للبشر الذين يجهلون المستقبل، وكثيرا من أحوال الماضي وحقائقه، بل وكثيرا مما يصلح حال البشرية المعاصرة ويتأثرون بفكر ومناهج الأمم الغالبة حتى ولو كانت فاسدة! وقضية الرق بصفة عامة من القضايا التي يخفى كثير من جوانبها الاجتماعية والأخلاقية بعد أن انقرض، فيغيب بسبب ذلك التصور الصحيح لها عن الأذهان، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 114264.
والله أعلم.