الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية ننصح السائل بالمبادرة إلى الصلاة حتى يفوز بثواب الصف الأول إضافة إلى ثواب التبكير إلى المسجد وانتظار الصلاة.
وبخصوص ما يقوم به من تحريك المصلين في الصف حتى يوجد لنفسه مكانا في الصف الممتلئ الذي لا فرجة فيه، فلا شك أن فيه أذية للمصلين, وتشويشا عليهم, وسببا لقطع خشوعهم, ومن ثَم فإنه لا يجوز، وعليه الابتعاد عنه مستقبلا. جاء في شرح زاد المستقنع للشيخ محمد المختار الشنقيطي: ومن آداب المجالس التي أدب الله بها عباده المؤمنين أن الإنسان إذا سبق إلى مجلسه وجلس فيه فهو أحق به، ولذلك لا يجوز لأحد أن يقيمه، ولا أن يضايقه حتى يقوم، والتشويش على من يصلي على وجه الأذية والإضرار حتى يفسح له، أو يأتي ويبرك عليه حتى يفسح، وكل ذلك لا يجوز، سواء أأقامه أم ضايقه حتى يقوم، فكل ذلك من الأذية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. انتهى.
وفي جلسات رمضانية للشيخ ابن عثيمين: لأن التشويش على المصلين يؤدي إلى إفساد العبادة أو نقصها، وهذه جناية، ولهذا لما خرج النبي عليه الصلاة والسلام على أصحابه وهم يصلون في المسجد، وكل واحد منهم يقرأ ويرفع صوته قال عليه الصلاة والسلام: إن المصلي يناجي ربه ـ ليس يناجي أحداً سواه، والله يسمع ولو كان الصوت خفياً ـ فلا يجهرن بعضُكم على بعض في القراءة. انتهى.
والله أعلم.