الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فتكرار الراء في التكبير لا يوجب بطلان الصلاة، كما بيناه في الفتوى رقم: 153453.
وما دمت تعانين من الوسوسة، فإننا ننصحك بالإعراض عنها، فإنها من الشيطان كما قال أهل العلم, قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف, والتنطع فيها, ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج ابن الجوزي: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف, فتراه يقول: الحمد، الحمد, فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة, وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب, وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق, ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة, وكل هذه الوساوس من إبليس. اهـ.
وفي فتاوى عليش جوابًا عن سؤال جاء فيه: وَهَلْ الِاسْتِنْكَاحُ فِي بَعْضِ حُرُوفِ الْفَاتِحَةِ, أَوْ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ, أَوْ السَّلَامِ كَالِاسْتِنْكَاحِ فِي جَمِيعِهَا؟ فَكان مما أجاب به: سَمِعَ أَشْهَبَ مَالِكًا يَقُولُ: وَمَنْ شَكَّ فِي قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ, فَإِنْ كَثُرَ هَذَا عَلَيْهِ لَهَا عَنْ ذَلِكَ, وَإِنْ كَانَ الْمَرَّةَ بَعْدَ الْمَرَّةِ فَلْيَقْرَأْ, وَكَذَا سَائِرُ مَا شَكَّ فِيهِ. اهـ.
وعليه، فكبري للإحرام واشرعي في قراءة الفاتحة ولا تلتفتي لوسوسة الشيطان بأنك كررت الراء أو أخرجتها من غير مخرجها, ولا تعيدي الصلاة, وانظري للأهمية الفتوى رقم: 118597، عن الوسوسة عند النطق بالفاتحة والسورة في الصلاة, والفتوى رقم: 176163عن سبيل التخلص من الوسوسة في قراءة الفاتحة في الصلاة, والفتوى رقم: 172599عن سبيل الخلاص من الوسوسة في النية والنطق بالتكبير والقراءة.
والله أعلم.