الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحقق لك بغيتك في الزواج من رجل صالح يعينك في أمور دينك ودنياك، إن ربنا قريب مجيب.
وبخصوص هذا الرجل، فإن كان معيبًا فعلًا، واعترض وليك على زواجك منه، ولم يمكنك إقناعه بالموافقة على زواجك منه، فقوله معتبر - كما نص على ذلك الفقهاء -.
جاء في حاشية العدوي المالكي على شرح كفاية الطالب الرباني قوله: فللمرأة بكرًا أو ثيبًا مع وليها ترك الكفاءة، والرضا بالفاسق بالجارحة، والمعيب، فإن تركتها المرأة فحق الولي باق .اهـ.
ثم إن الغالب في الولي النظر في مصلحة المرأة، والشفقة عليها، والغالب أنه أبعد نظرًا منها، ويحكم العقل، وتكون رغبة المرأة في الزواج من الرجل المعين من منطلق العاطفة، ثم إذا وقع ما يخشى لم تستطع الصبر على ذلك.
فالأفضل حينئذ صرف النظر عنه، وعليك بسؤال الله تعالى أن يبدلك خيرًا منه، وأحسني الظن به، وفوضي الأمر إليه، ولا ينبغي أن تربطي مستقبلك بشخص معين؛ قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.