الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحق الأب على ولده عظيم، ولا يسقط هذا الحق بوقوعه في المعاصي والمنكرات، ولا تجوز قطيعته ولا هجرانه بسبب معصيته، فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:14}.
وقال في الفواكه الدواني: ومن الفرائض العينية على كل مكلف بر الوالدين، أي الإحسان إليهما ولو كانا فاسقين بغير الشرك، بل وإن كانا مشركين، للآيات الدالة على العموم، والحقوق لا تسقط بالفسق ولا بالمخالفة في الدين. انتهى.
ونقل في الآداب الشرعية عن صاحب المستوعب قوله: وَمِنْ الْوَاجِبِ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَطَاعَتُهُمَا فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ تعالى. انتهى.
ولكنه يجب عليك السعي في هدايته برفق وحكمة كما سعى إبراهيم عليه الصلاة والسلام في هداية أبيه، وكما سعى الرسول صلى الله عليه وسلم في هداية أبي طالب، واستعن بإخوتك في ذلك ونوعوا أسلوب التعامل والمناصحة والحوار معه، ويمكن أن تكلموا من يمكنه التأثير عليه ليكلمه أو تناقشوا الموضوع أمامه بينكم بأسلوب لا يجرح مشاعره، أو تسمعوه من أشرطة العلماء الذين يثق بهم ما يفيده في ذلك، ومن أهم ما يساعد في ذلك إحسانكم إليه وبركم به حتى تتم ثقته بكم ويصدق آراءكم وتوجيهاتكم.
والله أعلم.