الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يشرع بل يحسن بالعبد المسلم أن يكون عالي الهمة في الدعاء والأخذ بأسباب الرقي وعلو المقام، ويأمل من الله تعالى علو الدرجات في الدين والدنيا والآخرة ما دام ما يطلبه ليس مستحيلا، فيشرع سؤاله الله تعالى أن يرزقه الفردوس الأعلى، وأن يزرقه كمال الخضوع والانقياد لله والسبق في عمل الخيرات، ففي حديث البخاري: إذا سألتم الله الجنة، فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني.
وفي لفظ آ خر: إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه ابن حبان، وصححه الألباني.
وفي المسند والترمذي من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطاوعا، لك مخبتا، إليك أواها منبيا, رب تقبل توبتي واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري.
والله أعلم.