الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد أسرفت على نفسك أيها الأخ، وعرضتها لسخط الله تعالى وعقوبته؛ فإن ترك الصلاة من أشنع الجرائم، وأعظم الموبقات، بل هو ردة -عياذا بالله- عند كثير من أهل العلم. وانظر الفتوى رقم: 130853.
والواجب عليك أن تبادر بتوبة نصوح تتدارك بها ما فرط منك من التقصير والجناية، فإن تبت توبة صادقة، وندمت على ما وقع منك من التفريط، فإن الله تعالى يقبل توبتك ويقيل عثرتك؛ فإنه سبحانه هو الغفور الرحيم، ومهما كان ذنب العبد عظيما فإن عفو الله تعالى أعظم، ورحمته أوسع بشرط أن يصدق العبد في توبته؛ قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه. لكن عليك أن تأخذ بأسباب الاستقامة، والثبات على التوبة من ترك رفقاء السوء، والابتعاد عن مخالطتهم، والاجتهاد في الدعاء والذكر، ومجاهدة النفس وحضور حلق الذكر، ومجالس العلم، ومصاحبة أهل الخير. ويجب عليك عند الجمهور أن تقضي ما فاتك من صلوات، وفي المسألة خلاف انظر لمعرفته الفتوى رقم: 128781.
والله أعلم.