الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحقيقة صلة الرحم هي الإحسان إلى الأرحام، وللإحسان وسائل متعددة، ومظاهر متنوعة، قال النووي - رحمه الله - في شرح مسلم: صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول؛ فتارة تكون بالمال، وتارة تكون بالخدمة، وتارة تكون بالزيارة، والسلام، وغير ذلك. انتهى.
وطالما أنك مستمرة في صلتها بالوسيلة الممكنة لك، فلست قاطعة لرحمك، ونوصيك بالاستمرار في صلتها، وعدم اليأس من صلاح ذات بينكما، ولك الأجر عند الله تعالى، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. (تسفهم المل: تطعمهم الرماد الحار) - نسأل الله سبحانه أن يصلح ذات بينكما - وانظري الفتاوى: 11494، 7683.
والله أعلم.