الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان عملك الذي أديته، وأخذت عنه مكافأة، ليس من ضمن عملك المكلف به: فالذي يظهر أنه لا حرج عليك في الانتفاع بالمكافأة المذكورة، ولو لم يعلم رب العمل بمن قام به.
وأما لو كان العمل هو من ضمن عملك الذي تؤديه، وتأخذ أجرًا عنه، ورب العمل إنما أعطى المكافأة؛ بناء على ظنه أن الذي أدى العمل ليس من موظفيه العاملين معه، فهنا ليس لك أخذ تلك المكافأة، ما لم تُعلم رب العمل بحقيقة الأمر، وأنك الذي أديته، فإن فعلت ذلك، ورضي بترك المكافأة لك، فلا حرج عليك في الانتفاع بها، وإلا فإنه يلزمك ردها إليه، وكذا لو لم تعلمه بما حصل، فعليك ردها إليه، ولو بطرق غير مباشرة، إذا كان لا حق لك فيها؛ لكونك إنما أديت عملك الذي تتقاضى راتبًا عنه، ورب العمل لم يمنح المكافأة تبرعًا منه لموظفه، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 118511.
والله أعلم.