الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ينبغي لك أن تداومي عليه هو نصح أبيك برفق ولين لعل الله تعالى أن يصلح حاله على يديك، وإذا قمت بما عليك من النصح والبيان، فلا إثم عليك بعد ذلك طالما أنك كرهت المنكر وأنكرته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع. أخرجه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
ولا إثم عليك في مجرد سماع الأغاني المنبعثة من بيتكم، لأن مجرد السماع غير المقصود لا حرج فيه، جاء في الموسوعة الفقهية: الاِسْتِمَاعُ لاَ يَكُونُ اسْتِمَاعًا إِلاَّ إِذَا تَوَفَّرَ فِيهِ الْقَصْدُ.
وكذلك سماع أصوات الجيران وكلامهم لا حرج فيه ما لم تقصدي الاستماع إليها، لأن الاستماع للشيء يختلف عن مجرد سماعه ـ كما ذكرنا ـ وهو الذي ورد فيه الوعيد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك يوم القيامة. رواه البخاري.
والتجسس المحرم هو مراقبة الغير والبحث عن خصوصياته وتحسس أموره، جاء في الدر المنثور: أخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة قَالَ: هَل تَدْرُونَ مَا التَّجَسُّس؟ هُوَ أَن تتبع عيب أَخِيك فَتَطلع على سره.
وفي الموسوعة الفقهية: التّجسّس هو التّفتيش عن بواطن الأمور.
والله أعلم.