الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يكشف عنك الضر، ويزيل الكرب ويذهب الهم والغم، ويشفيك شفاء لا يغادر سقما، إن ربنا سميع مجيب، ونوصيك بالالتجاء إليه وكثرة التضرع، فهو سبحانه مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، قال عز وجل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
ونوصيك بالصبر، فهو من خير ما يتسلى به المؤمنون عند حلول المصائب، وفضله عظيم وعواقبه حميدة، وقد ضمنا الفتوى رقم: 18103، جملة من فضائله
واحرصي على التوبة من الذنوب، والحذر من الوقوع في شيء منها، كبيرها وصغيرها، ولا سيما ترك الصلاة، فإن الذنوب قد تكون سببا للبلاء، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
التوبة من أفضل أسباب رفع البلاء، وقد عاب الله تعالى الذين لا يرجعون ولا يتضرعون إليه سبحانه عند نزول العذاب فقال عز وجل: فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {الأنعام:43}.
قال ابن تيمية: أي هلا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا فحقهم عند مجيء البأس التضرع. اهـ.
وقد سبقت لنا عدة فتاوى فيما يتعلق بالخوف من الموت والحساب نرجو مراجعتها، ومنها الفتاوى التالية أرقامها: 223471، 46471، 6603.
ومن أفضل سبل علاج هذه الهواجس الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والحرص على الأذكار ولا سيما في الصباح والمساء، وكذلك الرقية الشرعية، وللمزيد فيما يتعلق بعلاج الوسواس انظري الفتوى رقم: 3086.
ومن المهم أيضا مراجعة أخصائي الطب النفسي ليصف لك من العلاج ما يهدئ من روعك، وخاصة العقاقير، واحرصي على مراجعة من عرف بالخبرة والثقة والأمانة ولو لم يكن مسلما، وإذا وصف لك من الأساليب السلوكية في العلاج ما يتضمن شيئا من المخالفات الشرعية فلا تستجيبي له فيها، وفي موقعنا قسم خاص بالاستشارات، ومنها الاستشارات النفسية قد يغنيك عن استشارة غيره فيمكنك الكتابة إلى الاستشاريين ليرشدوك إلى بعض التوجيهات المفيدة.
والله أعلم.