الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السقط أو الجنين الذي يموت في بطن أمه، نُص في بعض الأحاديث على أنه يدخل أمه الجنة إذا احتسبته عند الله تعالى؛ وجاء في بعض طرق الحديث ما يفيد دخول السقط في عمومه، فعن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما، فقالوا: يا رسول الله! أو اثنان؟ قال: أو اثنان. قالوا: أو واحد؟ قال: أو واحد. ثم قال: والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته. رواه أحمد، وروى ابن ماجه من قوله: ((والذي نفسي بيده)) . وقد صحح الألباني الجزء الأخير منه: والذي نفسي بيده؛ إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته.
وجاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: قال الطيبي: هذا تتميم ومبالغة للكلام السابق، ومن ثم صدره - صلى الله عليه وسلم - بالقسم، أي إذا كان السقط الذي لا يؤبه به يجر الأم بما قد قطع من العلاقة بينهما، فكيف الولد المألوف الذي هو فلذة الكبد. (إذا احتسبته) أي صبرت عليه طلبا للأجر من الله تعالى.
والله أعلم.