الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أن يجلس المؤمن في مكان يرى فيه المنكر أو يسمعه لغير ضرورة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ولا يجوز لأحد أن يحضر مجالس المنكر باختياره لغير ضرورة, كما في الحديث أنه قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر. انتهى.
وقال ابن قدامة: وإن علم أن عند أهل الوليمة منكرا لا يراه، ولا يسمعه، لكونه بمعزل عن موضع الطعام، أو يخفونه وقت حضوره، فله أن يحضر ويأكل. نص عليه أحمد. انتهى.
وعليه، فإن كان لحم الخنزير يؤكل في مكان بعيد منكم بحيث لا ترون هذا المنكر، جاز حضوركم وأكلكم، وإلا فاطلبوا منهم تخصيص مواضع للطعام بعيدة عن هذا المنكر، فما ذكرته من كونهم يقدمون طعاماً إسلامياً، يدل على أنهم يمكن أن يساعدوكم في هذا، وإن لم يتيسر ذلك، ولم تجدوا بدا من الأكل في هذه القاعة، فلا بأس مع كراهة المنكر بقلوبكم.
وأما الجلوس بالبار حيث تشرب الخمور، ويُسمع الغناء لمجرد شرب المياه الغازية، فلا يجوز , وهذا يدل على ضعف الدين، وقلة الغيرة على محارم الله تعالى؛ وانظر الفتوى رقم: 119869 .
والله أعلم.