الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسؤالك ناقص، وما يمكننا قوله تعليقا على ما أوردت هو أن الصبر على البلاء من أعظم ما يتسلى به المؤمن والمؤمنة وفي ذلك كثير من العواقب الحميدة، وسبق لنا بيان جملة من فضائل الصبر في الفتوى رقم: 18103، فراجعيها للأهمية.
وقد أحسنت بقيامك بالدعاء والاستغفار وقيام الليل ونحو ذلك من قربات، ونرجو أن يجعل الله تعالى في ذلك سببا للشفاء ويكشف عنك الضر، واعلمي أن رقية المرء نفسه قد تكون أفضل له من رقية غيره، وأرجى لأن يخلص لنفسه في الرقية فيكون بها الشفاء بإذن رب الأرض والسماء، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
فداومي على تلك الأعمال وأكثري من التضرع للرب العلي الغفار عسى أن يستجيب ويدفع عنك المضار، ولا مانع من الذهاب إلى راق بشرط أن يكون موثوقاً في دينه وأمانته، مع مراعاة الضوابط الشرعية، كتجنب الخلوة والالتزام بغض البصر ونحوه، ونوصيك بتفويض الأمر إلى الله تعالى، فإن وفقك إلى رجوعك لزوجك فبها، وإلا فقد لا يكون في رجوعك إليه خير لك، وقد يبدلك من هو خير منه، قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.