الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الجملة، فإن بيان الحق واجب سواء للوالدين أم لغيرهما؛ وراجع في هذا الفتوى رقم: 213397 وينبغي أن يكون البيان بالحسنى - ولا سيما في حق الوالدين، ولا حرج في الحوار معهما، ما دام ذلك في حدود الأدب والاحترام، وقد قص لنا القرآن الكريم في سورة مريم حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه، والأسلوب الحسن الذي كان يخاطبه به في قوله تعالى: إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا......... الآيات {مريم 42- 45}. وقد بينا بالفتوى رقم: 13288 بعض آداب النصيحة فراجعها.
وإذا أدى الحوار إلى نوع من الجدال، أو خشي الابن أن يترتب عليه مفسدة، فالأولى به تركه؛ روى أبو داود عن أبي أمامة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.
والحديث رواه أيضا الترمذي وابن ماجه عن أنس -رضي الله عنه- ورواه النسائي عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه. وبيان الحق للآخرين ممن هم في المجلس يمكن أن يتم في مكان آخر غير هذا المجلس.
ولا يجوز للولد الجهاد بغير إذن والديه، إلا إذا كان الجهاد متعينا، وقد بينا الحالات التي يكون الجهاد فيها فرض عين في الفتوى رقم: 190081.
وننبه بهذه المناسبة إلى أنه ليس كل ما يقال عنه إنه جهاد، يعتبر جهادا شرعيا، بل إن الجهاد الشرعي الذي هو ذروة سنام الإسلام له أحكام، وشروط، وضوابط لا بد من استيفائها، وقد بينا جملة منها في الفتاوى التالية أرقامها: 7730 - 196399 - 199777.
والله أعلم.